أقلام حرة

الطلب يحتاج إلى موافقة والأمر يحتاج إلى تنفيذ…؟!!

مخرج النظام الدستوري بتفعيل المادة 102؛ سيؤدي إلى إثبات العجز ثم الشغور من طرف المجلس الدستوري خلال 45 يوما؛ ثم التصويت بعزل الرئيس في غرفتي البرلمان؛ ليتعين بعدها رئيس مجلس الأمة بن صالح لرئاسة الجمهورية وينظم انتخابات رئاسية خلال 90 يوما.
وربما حينما نسمي الاشياء بمسمياتها؛ فإن “القوى غير الدستورية” التي كانت تسير البلاد هي التي ستُعزل من طرف قيادة الأركان؛ بتفعيل المادة 102؛ وليس رئيس الجمهورية …!!
ومنذ بداية الحراك الشعبي كانت هناك خمسة أطراف:
– السلطة التي تتحكم في الرئاسة وتكتب الرسائل.
– قيادة الأركان.
– أحزاب الموالاة
– أحزاب المعارضة
– الشعب بكل أطيافه .
والجميع حينما يقول السلطة أو النظام يعطف السلطة على قيادة الأركان؛ إلا أنه وبعد الجمعة الثانية من الحراك؛ تراجعت قيادة الأركان خطوة نحو الشعب مبتعدة عن النظام الحقيقي التي هي طرف فيه؛ وهو ما أعطى جرعات ثقة مركزة في أوساط الحراك الشعبي؛ لكن بعدما طلبتْ أو إن شئت قل “أمرتْ” قيادة الأركان بتفعيل الدستور بإثبات الشغور بالعجز؛ أعتقد أن الجيش تراجع عن الخطوة مبتعدا عن مطلب الشعب الرئيسي وهو:
إسقاط الخامسة ثم تصاعد لرفض بدوي وحكومته، والابراهيمي وندوته.
ومع تأخر السلطة ارتفع سقف المطالب بـ:”يتنحاو قاع” “يرحلوا جميعا” مع اشتراط بداية الإصلاحات بوجوه جديدة لم تشارك في قيادة المرحلة السابقة.
فهل تفعيل المادة 102 يحقق هذا؟
واعتقد أن التوصيف الحقيقي للمشهد الآن هو أن التفاوض كان بين طرفين: الشعب والنظام؛ وطاولة التفاوض التي هي الشارع، كانت محمية بقيادة الأركان؛
فإن كان تفعيل المادة 102 طلبا فقوة الحراك ثابتة بل وأقوى بحماية الاركان؛
وإن كان أمرا فقد تغيرت المعادلة لصالح النظام. وإن أردت مؤشرا على ذلك فانتعاش أحزاب الموالاة بدى واضحا سويعات بعد الإعلان؛
وإذا سلمنا بأن الهبّة نحو الحرية يبدؤها الأبطال؛ ويلتحق بها الشجعان؛ ويوجهها الحكماء؛ ويركب صهوتها المصلحيون؛ ويسعى لخطف ثمرها المترقبون الانتهازيون. فإنه وبعد إعلان قائد الأركان، شعر صنف من المترقبين بوضوح الرؤية وعلت أصواتهم بشكل مقزز ولسان حال من يسمعهم أين كنتم قبل هذا؟
فماذا لو كان الطلب أمرا؟

حفظ الله الجزائر

[author title=”الكاتب الدكتور فوزي محيريق” image=”https://hms-eloued.net/wp-content/uploads/2019/03/240934_207267659307357_5033172_o.jpg”]
أستاذ محاضر بجامعة الوادي
https://www.facebook.com/faouzi.mehirig[/author]

حمس الوادي

حركة مجتمع السلم أحد أكبر الأحزاب في الجزائر شعاره: العلم والعدل والعمل، تأسست هذه الحركة سنة 1990 أسسها الشيخ محفوظ نحناح تحت اسم حركة المجتمع الإسلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى