أقلام حرة

خصال عرفتها في د. عبد الرزاق مقري

بقلم الدكتور علي حلواجي

مرشح حمس في الانتخابات الرئاسية د. عبد الرزاق مقري شخصية مشهورة يكفي أنه انتخبه سبر للآراء “أبرز شخصية ” في الجزائر لسنة ماضية , ولكن واجب الشهادة يستدعي ممن يعرفونه عن قرب أن يبرزوا خصاله أكثر ليطمئن الناخب بأنه أمام مرشح مؤهل بالفعل لمنصب رئاسة البلد..وعليه ففي الومضات الآتية أعرض أهم ما عرفت في الرجل من مؤهلات و خصال مدلَلة بالحقائق و الأقوال قدر ما يسمح به المجال:
1- صاحب رؤية متميزة :
فلم يكن في نشاطه الدعوي و السياسي مجرد تابع مقلد دون اجتهاد , بل له نظراته الخاصة .فهو يرى , مثلا : أن هناك فرقا بين الخط السياسي و الخط الاستراتيجي في العمل , وأن الدعوة قد نضجت وعليها أن تخرج من المجتمع إلى الدولة , ولذلك جدد في هيكلة الحركة و تنظيمها فكرّس ” االتميّز الوظيفي ” و عدد تأسيس الأذرع , كما يرى أن المشاركة التنفيذية ينبغي أن تُبنى على الاستحقاق و الحجم الانتخابي الحقيقي وله رؤيته في النهوض باقتصاد البلاد خارج الاعتماد على المحروقات وحدها، وغيرها من الرؤى الجادة..
2- – النزعة التوافقية :
فهو يحب التوافق ويسعى لتحقيقه، إيمانا منه بأنه لا تستطيع جهة أن تنهض بمفردها و”أن التفرق أخو الكفر”.. وآثاره في ذلك واضحة في أعماله داخل الحركة وخارجها ففي الداخل : واصل مسعى الوحدة مع “حركة التغيير” وأنجزه ، ومازال مواصلا مع غيرها .. وفي الخارج : كانت له مبادرة ” تنسيقية الانتقال الديمقراطي ” التي جمعت كل المعارضة ، ومؤخرا كانت ” مبادرة التوافق الوطني “التي التقى فيها مع الجميع، سلطة ومعارضة .. ولا شك أن شعار حملته الانتخابية لن يخرج عن هذا المعنى !!
3- يعمل وفق نظرة إستراتيجية بعيدة :
كيف لا وهو مدير مركز ” البصيرة ” للدراسات و البحوث منذ التسعينات وله نظرات في ذلك , يبدو أنه يعمل على منوالها على المدى البعيد , فالملاحظة يجد – على سبيل المثال- أن معظم الرجال من حوله الآن هم شباب تكونوا عنده في ” أكاديمية جيل الترجيح ” التي أسسها و قادها منذ أن كان بينه و بين قيادة الحركة أكثر من عقد من الزمن.. وفي نفس المضمار , كم أعجبني جوابه في مناقشة معه في موضوع توحيد الإسلاميين حين ذكرت له بعض التحفظات فقال لي عنها بثقة : ” ستذهب مع أصحابها (المتقدمين في السنة ) و سيحمل الحركة الجيل الذي لا يعرف شيئًا عن ذلك “. فأدركت أنه ينظر إلى بعيد ولا يهمه حتى وجوده هو إذا ما تحقق الهدف !!.
4- الثقافة الواسعة :
فهو إلى جانب تخصصه الأول في الطب يحمل عدة شهادات جامعية : في الاقتصاد و المانجمنت وفي الشريعة و القانون وله أكثر من عشرة مؤلفات وله مشاركات عديدة في منتديات و مؤتمرات عالمية , وبصماته واضحة في مؤلفات مركز البصيرة .. ومن يتابع خطاباته وهو يتكلم بالأرقام يدرك سعة ثقافته لاسيما في الاقتصاد و السياسة.. هذا بالإضافة إلى ثقافته الدعوية والشرعية..
5- إتقان اللغات :
فهو يتقن الفرنسية و الإنجليزية إضافة إلى فصاحته و سلامة لغته العربية , وتكمن أهمية هذه الخصلة في كونها وسيلة للإقناع و التأثير وربط العلاقات و مفتاحًا لسعة الاطلاع و الثقافة , ولا شك أن لها دورًا كبيرًا في تشكيل ثقافته الواسعة و علاقاته المحلية و العالمية.
6- الحرص و حرارة المواقف و الحرقة على الوطن :
ويسهل على كل من عرفه أن يلاحظ كل ذلك فيه من خلال مواظبته على أعماله ولقاءاته المراطونية حتى وهو مريض أو خطاباته الحارة أو مواقفه من الفساد وحتى بعض المواقف الداخلية .
7- الخبرة في الميدان :
فبعد نشاطه السياسي المحلي في المسيلة منذ الثمانينات صار عضوا في المكتب الوطني للحركة منذ التأسيس الرسمي ولم يغادره إلى اليوم ، كما كان عضوا في أول برلمان تعددي ونائبا لرئيسه ورئيسا لكتلة الحركة فيه و إلى جانب هذا كانت له عدة مهام سياسية وإعلامية و اجتماعية أخرى داخل الوطن وخارجه لا يمكن حصرها جميعا هنا ولكن نذكر منها فقط أنه الآن الأمين العام لمنتدى كوالالمبور العالمي وكان عضو أمناء مؤسسة القدس وأمينها العام بالجزائر .. وهو عضو مؤسس لعدة منظمات فكرية وعلمية وسياسية دولية..
8- أبرز أخلاقه :
منها: التواضع والصراحة والوضوح ( لمستها شخصيا فيه أثناء سفري معه ) .. لدرجة أنه يلام أحيانا- وهو مسؤول سياسي- على بعضها، ومنها أيضا: نظافة اليد والزهد في المناصب فلا يستطيع أحد أن يذكره بسوء في هذا المجال لأنه بعيد عن شبهاته .. وقد صرح مرارا أنه عرض عليه “منصب وزير” أكثر من مرة فرفضه، ولعل الصدق هو الدافع لكل هذه الصفات.. ومن كانت هذه حاله فلا يخشى عليه ولا منه في تولي أي منصب بحول الله.
9- علاقته بالكبار: (في الداخل والخارج)
ولعل أبرزها علاقته بالزعيم الماليزي ماهتير محمد صانع النهضة في بلده وهو رئيس منتدى كوالامبور العالمي ، الذي يتولى د. مقري منصب أمينه العام ، وقد شهد الأول للثاني بالإتقان، فقال له يوما مامعناه: ” أنت عربي..منظم !! ” .. ولاشك أن هذه العلاقة وماشابهها سيكون لها مردودها على تنمية الجزائر!!
10- الالتزام الديني :
وهذا أهم عامل نجاح إذا تضافر مع العوامل المادية السابقة لأنه ” إن تنصروا الله ينصركم..” وصاحبنا نحسبه راسخا في هذه الصفة من خلال ثلاثة مؤشرات : الأول فهو رئيس تنظيم إسلامي والثاني فهو من رواد الصحوة الإسلامية منذ شبابه والثالث هو التزام عائلته وتمكنه من “حملهم على فكرته ” بتعبير”رسالة التعاليم”
(وإن كان هذا المؤشر الأخير ليس دليلا مطّردا لكون حتى بعض الأنبياء خانهم عيالهم ، ولكنه يدعم المؤشرين الأولين).
نحسب أن هذه الخصال إذا أضيفت إلى ما تحمله الحركة التي يقودها الرجل من مشروع ستكون المنقذة للبلاد.
نعرضها ونحن نعرف جيدا ما يحدث وما يحاك هنا وهناك..ولكنه النضال ومقاومة اليأس والتيئيس !!
فإذا قيل ” ما يخلوكمش” قلنا:” معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ” وقد أرحنا ضمائرنا وقدمنا ما علينا !!
وهي في الحقيقة فرصة لكل وطني مخلص حريص على إنقاذ البلاد من الفساد بأن يؤيد ويساند هذا الرجل
أو يتحالف ويتوافق معه بكل وطنية وبعيدا عن كل خلفية وحزبية .. والله المستعان
#د_علي_حلواجي.
#مقري_رئيس .

حمس الوادي

حركة مجتمع السلم أحد أكبر الأحزاب في الجزائر شعاره: العلم والعدل والعمل، تأسست هذه الحركة سنة 1990 أسسها الشيخ محفوظ نحناح تحت اسم حركة المجتمع الإسلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى