كلمة واجبة في الدكتور مقري وبرنامجه(الحلم الجزائري)
بغض النظر عن جدية الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر من عدمها وموقفنا منها، فإن ما طرحه رئيس حركة مجتمع السلم والمرشح الرئاسي الدكتور عبد الرزاق مقري في ندوته الصحفية لتقديم وشرح برنامجه الذي سماه(الحلم الجزائري) شيء محترم ومشرف وراقي جدا، ويحمل الكثير من الاحترافية من ناحيتين، سواء من ناحية البرنامج في حد ذاته من حيث بعده عن العمومية والإنشاء وكم الإجابات العلمية والعملية التي يحملها ويقدمها للتغلب على المشاكل المختلفة التي تتخبط فيها البلاد، أو من ناحية الشخص وكفاءته وحسن تحكمه في مفاصل برنامجه ومجالاته المتنوعة ولغة الإحصاءات والأرقام التي يتقن توظيفها، والتي تنم عن الكثير من الاجتهاد في التطوير الذاتي المتراكم، والذي يفتقد إليه معظم متصدري المشهد السياسي المتصحر عندنا، كما أنه أفضل رد عملي ومخرس وبعيد عن الديماغوجية ولغة الخشب وكثرة التشكي على تهمة كثيرا ما يرددها خصوم الإسلاميين بأنهم يغرقون في الشعارات والعموميات ولا يملكون برامجا، وهو ما يصب حتما في رصيد الرجل وحركته، ويفرض احترامه لدى كل منصف وواعي وموضوعي ومتحرر مهما كانت اختلافاته مع الرجل، لكن تجدر الإشارة كذلك أن أولوية النضال في اعتقادي ينبغي أن تتوجه إلى صناعة الوعي والبيئة الحاضنة لمثل هذا البرنامج ومن يحمله، والقادرة على التفاعل الإيجابي معه، حيث من المؤسف والإثم الحضاري الكبير أن تحرم الجزائر في ظل أوضاعها الحالية من مثل هكذا مساهمة جادة وراقية ومحترمة وحريصة على تطويرها، فلو أضيف لجدية الدكتور مقري وكفاءته وحيويته واحترافية برنامجه وهيكلية حركته، عملية وبيئة سياسية مساعدة ومهيأة، ووعي شعبي ونخبوي كاف، وجرعة من تلقائية – دون كثرة رسميات وحواجز – كتلقائية رشيد نكاز، لأقترب الحلم مسافات معتبرة ليكون حقيقة وواقعا، وعندها تكون الجزائر والجزائر فقط هي الرابحة.
بقلم الأستاذ جمال زواري
