أقلام حرة

واقعنا اليوم : العناد السياسي من أنواع التطرف

ونحن نسعى إلى توافق وطني من أجل إنقاذ سفينة الوطن الحاملة للجميع لابد من التخلي عن التعنت، والإصرار على عدم سماع الرأي الآخر، حتى لا تدخل البلاد في عشرية أخرى أكثر احمرارا..
لا حل لأزمتنا إلا بتوافق وطني أحببنا أم رفضنا
نوصي بأهمية تقريب وجهات النظر بين السلطة والحراك السلمي ، بل وكل الأطراف ، لأن الحراك إذا طال مداه سيستغل من بعض الأطراف إلى حاجة في نفوسهم ، فالوطن ملك الجميع ، لابد أن تستمع السلطة إلى التعديلات والمقترحات المعروضة بتجرد والتي قدمها الجميع، وتأخذها بعين الاعتبار، لاسيما وأن أغلبها موضوعية قابلة للنقاش…
القلوب المخلصة تتضرع بالدعاء
إننا ندعو إلى إيجاد صيغة توافقية بشأن قضايا الاستقرار الوطني،
وعلى السلطة الحالية أو القادمة أن تنظر إلى الشباب والمواطنين المتضررين قبل النظر إلى فلسفة السياسيين والحوارت البزنطية ،
وعدم الإصرار على وجهة نظر تأبى التنازل ، فعلى الجميع أن تتسع صدورهم، ويكونوا أوفياء لنداء أول نوفمبر (وصية الشهداء) .

الجزائر إلى أين ؟
إن الأحداث التي نشاهدها ونعيشها اليوم تثير تساؤلات كثيرة حول تمسك القيادات السياسية المرفوضة من قبل الشعب !
فهل يمكن تفسير هذا التعنت من وجهة ثانية غير تلك التبريرات السياسية المقدمة منها أو من قبل عناصر نظامها بأهمية وجودها لمواصلة مسيرتها في إدارة وتنظيم المجتمع ؟
انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا والواجب الوطني المقدس في حماية الجبهة الداخلية للوطن من عبث العابثين وطمع الطامعين علينا أن نكون أكثر صرامة في مصارحتنا لواقعنا وأن نكون أكثر صدقا مع أنفسنا ليبقى الوطن آمناً مستقراً على الدوام ولنتجرد من الكراهية وسلوك الإقصاء والتهميش.
الحل موجود فلا نضيع الزمن

في النهاية أقول وبعيداً عن المجاملة ومسح الجوخ ولعق حذاء الطامعين في السلطة على حساب المصلحة الوطنية كما يفعل صغار العقل السياسي من الأقزام،الذين لا هم لهم إلا السعي وراء المغانم بشتى الوسائل والطرق لتحقيق مصالحهم الشخصية الدنيئة، وبعيداً عن لغة التنظير والشعارات الفارغة التي لا تخدم الوطن في ظل سخونة أجواء الأزمات السياسية والاقتصادية المعقدة وخصوصاً تلك الطبول الورقية الفارغة التي تُقرع هنا وهناك بهدف تمزيق الوحدة الوطنية وإثارة الفتنة وتأزم الدولة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية تماشياً مع زوبعة ما كان يسمى بالربيع العربي !
لا أظن بعد ما حدث من تصريحات عبر كل الوسائل أن أحدا يجهل الحقائق وحجم ما نحن فيه من فساد إداري ومالي ، بل أي عاقل صار متيقنا بأن كل الأوراق انكشفت .. لكن الغريب هو الكم الهائل من الانتقادات الموجهة حول هذا القضايا وسط غياب رؤية واضحة تسهم في حل الأزمات السياسية والاقتصادية واستبدالها بخلط الأوراق ومناقشة الأحداث بصورة معقدة في سبيل أن تحل المشاكل الداخلية وهذا بطبيعة الحال ليس بشرف وطني،ولا بمواطنة صالحة لأن المشاكل الداخلية والأزمة السياسية لا تحلّ بهذه الطريقة وسط غياب الإرادة الشعبية عن طاولة التفاهم والحوار الوطني لإحداث الإصلاح على كافة المستويات حتى بدأنا اليوم نعيش في الشارع حراكاً ذو ملامح جديدة ومواجهة نادرة ازدادت صعوبة مع طبيعة التحديات وسط صراع المفاهيم …
ما هو المطلوب ؟
إن السلطة تجازف ببعض التوتر في الشأن الداخلي مقابل كسر إرادة المعارضة ونخبة الحراك الشعبي وهم بدورهم يحاولون إرشاد الدولة وعدم إثارة القلق داخل أروقة مؤسساتها الرسمية بعد انغلاق قنوات الحوار وانسداد أفاق التفاهم والمشكلة أن طرف السلطة لا يريد الاعتراف بذلك وصولاً إلى مرحلة التعنت السياسي نظراً لغياب الأعمال الجدية على أرض الواقع في إدارة الأزمات وهذا بحد ذاته قد يؤدي إلى أمور خطيرة ليست في مصلحة الوطن وشعبه .
كلمة أخيرة
للأسف نحن نعاني اليوم من التخبط في إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية ولا نزال نتعامل معها بالاتجاهات القديمة ولم نرى أو نسمع لغاية هذه اللحظة أن هناك قرارا مستقلا نابعا من المصلحة الوطنية العليا يصب في خدمة القضايا الوطنية بما يضمن وضع مصلحة الوطن ومواطنيه وأمنه في سلم أولوياتها بعيداً عن التسيب والتدخل الأجنبي ، وعدم المبالاة …
إن السؤال المطروح هنا ما السبب الرئيسي وراء تأخر حل الأزمات السياسية والاقتصادية في الشأن الداخلي ؟
هل هو فشل برامج الحكومة بعدم قدرتها على تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية أم أننا كنا أمام حكومة لا تعمل لأجل الوطن والمواطن أم أن ماكينة الفساد ما زالت تنخر في عروق الدولة؟.

لذلك لابد للمطبخ السياسي الوطني أن ينتقل بشكل سريع من مرحله الأقوال إلى مرحلة الأفعال والتطور والبناء لنعالج قضايانا الوطنية بعيداً عن الضحك على الذقون حتى لا نصحو لاحقاً وقد فقدنا كل شيء .

[author title=”الأستاذ محرز شلبي” image=”https://hms-eloued.net/wp-content/uploads/2019/04/الأستاذ-محرز-شلبي.jpg”]https://www.facebook.com/mhrz.shlby[/author]

 

حمس الوادي

حركة مجتمع السلم أحد أكبر الأحزاب في الجزائر شعاره: العلم والعدل والعمل، تأسست هذه الحركة سنة 1990 أسسها الشيخ محفوظ نحناح تحت اسم حركة المجتمع الإسلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى